الأربعاء، ١٨ فبراير ٢٠٠٩




الوصلة الثالثة
عادت الى شرفتها مرة اخرى لتجدة مازال واقفا
اسف يا انسة لو خضيتك
هى بصوت مرتعش لا ابدا هو حضرتك
والله بنى ادم مش عفريت
نظرت الية وهى تحاول ان تخفى ضحكة وان كانت مازالت ترتعش من داخلها
كان مروان قمحى البشرة بنى الشعر اخضر العينين طويل القامة
ذهبت فى شبة غيبوبة واستفاقت وهو يقول يا انسة ردى عليا والله انا مش حرامى ولا عفريت حضرتك بس لية خايفة
قالت بصوت متلجلج
مش خايفة هخاف من اية
اوكى يا مش خايفة عموما انا مروان طبيب اسنان والدى اشترى الفيلا دة وانا اخترت الحجرة دة من حسن حظى بس واضح انة من سوء حظك مكنتش عارف ان اختيارى هيخوف انسانة رقيقة زيك
مرسى يا دكتور على المجاملة الرقيقة دة
طيب انا زعلان بقى انا عرفتك بنفسى وانتى مش عايزة تتكلمنى مالك يا انسة
كانت لا تستطيع ان تتكلم وفى نفس الوقت لا تقدر على الحركة شعور غريب انتابها
انسة اسمك اية
انا
الله اسم جميل قوى انا
لم تستطيع الا ان تجرى مرة اخرى الى غرفتها ونظرت من رواء باب الشرفة وقالت بصوت هامس
اسمى ميادة
وعلى العشاء
الفيلا الى جنبنا اشتراها دكتور وعيلتة وصلوا امبارح انا كلمتة علشان نزورهم نرحب بيهم
ان شاء الله هما عيلة كبيرة
الاب دكتور وابنة برضة دكتور فى اخر سنة فى كلية الطب وولد تانى ظابط شرطة وبنت تقريبا فى سنك يا ميادة
ميادة
ميادة
ايوة يابابا
مالك يبنتى رحتى فين
لا ابدا منا معاكم اهو
حضرتك كنت بتقول دكتور اسنان
الى واخد عقلقك بابا وصل لحد ان عندهم بنت معاكى فى كلية الاداب
سورى يا بابا متعرفشى حضرتك هية قسم اية
اعتقد انجليزى


كانت اسرة الدكتور مروان اسرة عريقة ذات طابع ارستقراطى وكانت الام ذات اصول تركية محافظة جدا وكان اقرب الابناء لها فى طباعها سيف الابن الاكبر والمقرب لوالدتة وقرة عينها فكان هو فى نظرها الحارس الامين على تراث العائلة وامجادها اما مروان فقد كان دائما مصدر التعب لها والخلاف الدائم بينهم كان على اصرارة على مصادقة من هم ادنى من مستواهم فى نظرها وعلى الافطار فى منزل عائلة مروان دار الحوار التالى
احلى صباح على احلى عيلة
مروان مش ممكن لو كنت لسة ولد صغير كنت ضربتك انما دلوقتى اقول اية
خير يا ماما بس بتزعقى لية
مش شايفة اخوكى فينك يا سيف
صباح الخير يا ولاد مزعلين ماما لية على الصبح
يلا انا اتاخرت يلا بسرعة علشالن اوصلكم
على فكرة جيرنا فى الفيلا الى جنبنا اخدوا معاد النهارضة بليل علشان يزورونا
مش ممكن يا دكتور انا سيبت القاهرة علشان الجيران والاختلاط بيهم وجيت هنا فى مكان هادى علشان احاصر برضة بناس زى دول انا سالت عليهم وعرفت انهم مش من المستوى الى ممكن تكون لينا بهم صلة
لية بس الاب مهندس محترم وعندة شركة كويسة والام سيت بيت وعلى علمى انها خريجة الالسن والابناء واحد مهندس وفى بعثة فى امريكا وبنوتة صغيرة فى سن بنتنا
اة مش بالتعليم مهو الثورة خلت الكل يتعلم
وبعدين بقى يا ماما ارجوكى كفاية بقى
بنت
يلا يا ولاد هنتاخر الناس جاية النهارضة ومش عايز احراج
سلام عليكم
دة كان الحوار اليومى المعتاد بين اسرة مروان خلاف دائم مع الابناء والاب حول الاصدقاء والمعارف والاصرار على فئة بعينها يكون الاختلاط معها
مروان امال لو عرفت الى انا ناوى علية
بتقول اية
ولا حاجة يابابا
جارنا اهو واضح ان عربيتة فيها مشكلة تعالى يا مروان
صباح الخير
صباح النور
خير والله العربية واضح انها فيها مشكلة طيب مروان ممكن يوصل الانسة معاة ومع اختة رانيا
مهم اخوات ولا اية يا باشمهندس
طبعا اخوات والله انا كنت لسة بقول لميادة
ان ربنا كرمك باخت
اتفضلوا
وفى الطريق لم يكف مروان من النظر لميادة حتى تمنت بداخلها ان تختفى من السيارة وكلما حاولت اختة ان تنبهه لم يلتفت لها
وانتى فى قسم اية يا ميادة
تاريخ وانتى
انا انجليزى
لو تحبى اى مساعدة فى الادب الانجليزى انا تحت امرك
ربنا يخليكى لو على كدة استحملى بقى انا هبقى تلميذة عندك
مروان الجامعة اهى اوقف انت اية نسيت
ياة وصلنا
ورمق ميادة بنظرة قائلا فى همس خسارة وصلنا بسرعة
لم تعرف ماذا تقول وانطلقت سريعا الى داخل الجامعة
في حين اطلقت رانيا ضحكة مكتومة ورمقها مروان بنظرة غضب وانطلق بسيارتة
يتبع

الاثنين، ٩ فبراير ٢٠٠٩

من قتل الفرح

التقيابعد سنوات من افتراقهما صدفة حاول حسام ان يخفى خاتم زواجة فبادرتة فرح مبارك الزواج فسالها محاولا ان يخفى احراجة وانت هل تزوجت اجابت فرح منذ خمس سنوات
سعيدة
لا انكر ان اول عام ونصف كانا من اسعد سنوات حياتى وان كانت باقى السنوات الخمس ليست بالتعيسة وان كان ما يؤلمنى انى لم استطيع انجاب اطفال ونظرت لة نظرة عتاب واختفت من امامة تحاول ان تخفى دمعة وليدة فى عينيها وما ان افاق من شبة غيبوبة وصاح فرح لم يجدها امامة وخفت صوتة وهو يقول منذ خمس سنوات كانت بداية علاقتنا معا التى قد دامت عام ونصف اى انك لم تتزوجى اختفت فرح فى الزحام ووقتها ادرك حسام انها مازالت على وعدها الذى وعدتة بة لن ابد حبك بحب اخر حتى الموت اختفت فرح وهى تحمل فى يدها هاتفها على امل ان يتصل وبرغم السنوات وبرغم زواجة لم يستطيع قلب فرح ان يفهم ان من مسحها من حياتة لن يكون محتفظا برقم هاتفها سار حسام فى طريق يفكر فى الصدفة وسارت فرح فى الطريق تنظر للهاتف فالى متى ستظل فرح لا تعلم ان الفرح قد مات فى حياتها بعدة فمن قتل الفرح هو ام هى ام الزمن

وأما الجدار

في رحلة حياتنا نصادف جدران عديدة  قد يلفت نظرنا روعة تصميمة ورونقة أو تهدمة وشقوقة  لكننا نمر وننسي الجدار الرائع الذي أدخل  البهجة لنفوسنا...